بيان بشأن الأخطار التي تهدد المدينة الأثرية صبراتة
تتابع الهيئة العامة للثقافة عن كثب بكل انشغال وقلق ما تتعرض له المدينة الأثرية صبراته من خطر داهم يهدد بانتهاك وتخريب وتشويه وسرقة
وسطو على كنوزها الأثرية والتاريخية بسبب الاشتباكات المسلحة الدائرية في المدينة ومحيطها منذ أكثر من أسبوعين ما أحدث رعبا وانفلاتا أمنيا وحالات من الفوضى والتهجير والنزوح.. مدينة صبراته الأثرية الواقعة في الشمال الغربي من ليبيا والمطلة على البحر الأبيض المتوسط تكتسب قيمتها التاريخية من وجودها في قائمة التراث العالمي والتي يعود تاريخ إنشاؤها الى أكثر من الفي سنة على أيدي الفينيقيين وقد شهدت عصورا مختلفة من الفينيقيين إلى الرومان والوندال والبيزنطيين والفتح الإسلامي والعهد العثماني والاحتلال الايطالي وصولا الى الدولة الليبية الحديثة.
هذه المدينة تتعرض اليوم بتاريخها وآثارها وكنوزها التي لا تقدر بثمن الى خطر داهم بسبب تلك الاشتباكات المسلحة الأمر الذي تعذر معه على الشرطة السياحية وحرس وغفراء المدينة الأثرية من القيام بمهامهم في حماية الآثار وتجنيبها أعمال النهب والتخريب.
وإذ تبذل الهيئة العامة للثقافة ومصلحة الآثار كل الجهود الممكنة من خلال المؤسسات والأدوات الأمنية والإدارية المحلية لأجل الحفاظ على هذه المدينة الأثرية ومعالمها ومواقعها ومتاحفها ومخازنها من العبث والسرقة والتشويه فإنها تهيب بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المناط بها العمل على الحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي العالمي أن تتعاون معنا في سبيل تطويق هذا الخطر وتضييق الخناق على المافيات العالمية والعصابات المحلية التي ينتعش نشاطها في سرقة وتهريب الآثار والكنوز التاريخية في ظروف الحروب والفوضى والانفلات الأمني.
وان الهيئة العامة للثقافة تطلق انذارا وتنبيها بأخذ الانتباه ورفع درجة اليقظة الى كل الموانئ البحرية والمطارات الجوية والمنافذ البرية في العالم أن كنوز واثار مدينة صبراته قد تكون موضوعا ومادة للتهريب من خلالها وعبر نقاط عبورها المختلفة، وانه حال انتهاء الأوضاع الامنية المتوترة في صبراته سيتم اجراء جرد شامل لكل محتويات وكنوز هذه المدينة الموثقة والمسجلة بصورها واوصافها وسيتم التعميم عالميا عن اية قطع مفقودة.
ان المساس بمدينة صبراته الأثرية التاريخية تخريبا أو سرقة وتشويها هو جريمة لا تغتفر، واعتداء على سيادة الدولة الليبية ،وانتهاك لموروثها العالمي، وتدنيس لناريخها، وان الذين يساهمون بشكل أو آخر في تسهيل وقوع هذه الجريمة هم مجرمون أيضا وسوف تطالهم أيدي العدالة محليا ودوليا طال الزمن على ذلك أم قصر.
حفظ الله ليبيا وشعبها ومكتسباتها وثرواتها وتاريخها من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهيئة العامة للثقافة
طرابلس / 30 / 09 / 2017
اترك تعليقاً