وعليه فالاهتمام بالإرث الثقافي والمجتمعي يعني الحفاظ على تاريخ الأجداد وتراثهم ونقله إلى الأجيال القادمة فهو يعزز الهوية الوطنية ويعطي الناس شعوراً بالانتماء والفخر بتاريخهم. لذلك فأن بناء المواقع والفعاليات لتسلط الضوء على هذا الإرث يعزز الوعي ويزيد من تقدير المجتمع لما ورثوه من ثقافة وتقاليد ويضيفون اليه. إن افتتاح موقع للثقافة والتنمية المعرفية والتراث الوطني هو خطوة هامة نحو تعزيز الهوية الوطنية وإبراز الجوانب الثقافية والتاريخية للبلاد. نأمل ان يكون هذا الموقع بمثابة نافذة للجيل الجديد للتعرف على تاريخهم وتراثهم، وسيعزز من تواصل الأجيال المختلفة عبر نشر المعرفة وتعزيز القيم الوطنية نحو مزيد من الابداع.
نعرف جميعا ان الأصالة والحضارة الوطنية تمثل جذورنا وتاريخنا الذي توارثناه عبر الأجيال وهو ليس فقط تاريخ، بل هوية تشكل حاضرنا وتبني مستقبلنا. وبفضل هذا الإرث، يمكن للأجيال الجديدة أن تجد القوة والإلهام في الماضي وتستمر في بناء مجتمعاتنا بوعي بمعنى الحياة المشتركة قائمة على قيم متأصلة في التراث للعيش والابداع. وإدراكاً منا بأهمية التواصل والشراكة مع العالم، نتطلع إلى تعزيز التعاون مع الشعوب من حولنا ومع المؤسسات الثقافية الدولية، بما يسهم في إبراز الصورة الحقيقية لليبيا، كدولة لها تراث غني وثقافة نابضة بالحياة، وتحرص الدولة على حماية تراثنا السمعي والبصري والكتابي واغنائه كما أننا نهدف إلى إثراء المحتوى الثقافي المحلي والعالمي، من خلال إطلاق مبادرات تعزز الانفتاح والتفاعل الثقافي بين الشعوب.

نؤمن أن رسالتنا في وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تتجاوز مجرد الحفاظ على التراث؛ إنها تهدف إلى بناء مجتمع ثقافي حيوي، وإرساء دعائم رؤية تنموية حضارية ترتكز على العلم والمعرفة والتبادل الثقافي، لتصنع من ثقافتنا وهويتنا الحضارية جسراً للتواصل والحوار بين مختلف مكونات المجتمع الليبي ومع الشعوب المجاورة وبين شعوب العالم لكي يسود السلام والعدل والتقدم

شكراً لكم والامل بالاهتمام بهذا الموقع والمساهمة في اغنائه