تجارب في الرواية الليبية .. ندوة بمعرض طرابلس للكتاب
(خاص/ موقع وزارة الثقافة)- التابوت، الخوف أبقاني حيا، القوقعة. روايات حاك خيوطها الروائي الليبي عبد الله الغزال، فكانت تجربته موضوع الندوة التي أقيمت برواق عبد الله القويري مساء الاثنين 7 أكتوبر، تحت عنوان (تجارب في الرواية الليبية) حاوره فيها مجموعة من النقاد والمهتمين، وقدّم الندوة الناقد محمد املودة، وذلك ضمن فعاليات معرض طرابلس الدولي للكتاب.
وعرض املودة في بداية الندوة موجزا لرواية التابوت- الرواية التي تحصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي لسنة 2003، وعرج على بعض من تفاصيلها متحدثا عن شخصية البطل (بشير) وهو يستعد لركوب الطائرة العسكرية لتحمله إلى جنوب البلاد للمشاركة في الحرب التي قادها النظام السابق ضد دولة تشاد. مصطدما بأسئلة عن معنى الوجود والحياة والموت عبر الأحداث التي واجهها في تلك الحرب.
وقال الغزال أنه أراد تسجيل واقع سنين الثمانينات عن حرب تشاد، ومأساة تجنيد الشباب الصغار الذين اختطفوا من مدارسهم الثانوية مثل مدرسة على وريث ومدارس أخرى، حيث تم الزج بهم في تلك الحرب، مضيفا: “لقد أردت أن أحرك قضية قديمة حاول النظام السابق إخفائها بما فيها من جرم وبشاعة”.
وسأل أحد الضيوف، عما ترمز إليه كلمة التابوت وعن أسباب لجوء الكاتب إلى التلبس بالأسطورة في هذا العمل الروائي، وذلك لما تتضمنه الرواية من بعض الإسقاطات حول عوالم التصوّف التي تشد البطل إليها، فأجاب الغزال أن الأمر بخصوص تسمية التابوت غير خاضع هنا للتفسير، مضيفا أنه حاول أن يضع الشخصية النموذج المتألمة المظلومة للشاب الكادح، المتعب، الحائر، المرهق (بشير) وهو صورة لعشرات الشبان الليبيين الذين اختطفوهم من مدارسهم، وألقوا بهم في ظلمات المجهول.
ثم انتقل المُحاور صحبة الضيف إلى تجربة أخرى في الرواية، بعنوان (الخوف أبقاني حيا) وذكر الغزال أنه اتخذ من القول: “في ليبيا يجب أن تموت لكي توقد شمعة لبلادك” منطلقا لكتابة هذه الرواية. عرج بعدها إلى قراءة سريعة في رواية القوقعة وأحداثها التي تناولت موضوع هجرة الزنوج من الجنوب إلى الشمال متجسدة في شخصية الشاب (ميكال) الذي حمل معه قوقعة من البحر، اختصر فيها كل مشاعره وتجربته وذكرياته إلى حين العودة.
وفي سؤال للكاتب حول أسباب توقفه الآن عن الكتابة قال: “أنا في حالة ارتباك عظيمة، الوضع أصبح مربكا ومربكا جدا، فقبل فبراير كانت الصورة أوضح (واقع، حاكم، قبضة أمنية)، الآن منذ يوم 17 فبراير تسارعت الأمور بشكل مخيف هناك ستون ألف ليبي قد ماتوا الأمر الذي قد يكون من وجهة نظر البعض هو حربا أهلية، الموت شيء مؤسف، والحدث السياسي يتسارع”. وأضاف لا بد من وجود حالة انتخاب بحيث نصفف الأحداث بطريقة معينة لأن كتابة الرواية تشبه كتابة التاريخ، علينا ألا نستعجل في كتابة هذه المرحلة التي تمر بها ليبيا الآن.
اترك تعليقاً