كلمة السيد رئيس الهيئة العامة للثقافة في المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي تونس 18 ديسمبر2019
سعادة رئيس المؤتمر أصحاب السمو والمعالي والسعادة ، رؤساء الوفود الأكارم ،
سعادة الدكتور سالم بن محمد المالك / المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو )
الــسلام عـلـيكم ورحـمـة الله وبـركـاتـه
بادئ ذي بدء أتقدم بالشكر الجزيل مشفوعاً بتقديري العميق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، التي حظيت بهما والوفد المرافق من قبل الأشقاء بالجمهورية التونسية الشقيقة التي عودتنا على هذا السلوك الحضاري في احتفائها بزوار هذا البلد الجميل الذي لا يمل المرء من تحين الفرص واغتنامها للتمتع بأجوائه الساحرة ومناظره الخلّابة وكرم أهله أبناء العمومة والخؤولة ، ولقد كانت فرصة سانحة أن ينتظم هذا الجمع الكريم والأشقاء في تونس الحبيبة يحتفون بمدينة تونس الخضراء عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2019 لتكون فعاليات اختتام هذه الفعالية مسك الختام لهذا المؤتمر الدولي الهام . الســيــدات الـفـضـليـات الــســادة الأفـاضــل اسمحوا لي أن انتهز هذه السانحة لأنوه بالجهود الحثيثة التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) في مجال حماية التراث الثقافي وتوسيع دائرة التعريف بالموروث الثقافي ونشاطها الدؤوب في سبيل تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات والمعتقدات الدينية مهما تباينت أو اختلفت . إننا في دولة ليبيا نتطلع بثقة متناهية يعززها الأمل الكامن في أنفسنا في مستقبل باسم لهذه الأمة إلى التعاون مع كافة الدول الأعضاء وكل المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ذات الصلة والمتخصصة منها في مجال حماية التراث الثقافي والذود عن الموروث الثقافي وتوسيع محيط التعريف به دولياً حتى لا يكون لقمة سائغة في أيدي من يعملون على تشويهه وتزوير وقائعه و إضاعة نفائسه .
السادة الــحضـور .. لقد دأبنا على التنديد والإستنكار وحتى التهديد بسياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى بشتى الوسائل وبكل الطرق إلى النيل من الحقوق الثقافية والحضارية الفلسطينية وذلك عبر تزويرها الحقائق الدامغة وطمس معالمها وتهويدها وهو ما لا يجدي معه الإستنكار ولا يمنعه التنديد ! لقد تجاوز الأمر حدوده ولم يعد مناسباً أن نواجه هذه العربدة وهذا التطاول ببيانات الاحتجاج ودعوات الشيوخ ، إنهم يعملون على طمس هوية فلسطين ويفكرون في الاستيلاء على ماحولها ولا تعنيهم صيحاتكم التي تذروها الرياح ولا تحرك ساكناً .
الـســيد الـرئـيـس الــسـيـدات و الـسـادة لقد تعودنا في دولة ليبيا أن نتلقف من الأشقاء كل مايفيد ونسعى في ركابه خدمة للثقافة التي تحظى باهتمامنا البالغ ومن هذا المنطلق سعينا إلى تكريس (الأيام الوطنية المفتوحة للتراث) ليتمكن المواطنون ومن أسعده الحظ بزيارة بلادنا من زيارة المآثر التاريخية والمعالم التراثية وكذلك المتاحف مجاناً دون مقابل إسهاماً في نشر التوعية بأهميتها وزرع الإحساس بالمحافظة عليها .
كذلك وتناغما مع مشروع الوثيقة التوجيهية حول الثقافة الرقمية ( الفرص والتحديات) أحد المواضيع المطروحة في هذا اللقاء المبارك فقد قامت الهيئة العامة للثقافة خلال نوفمبر 2019 م بعقد إتفاقية تعاون مشترك بينها وبين منظمة ليبيا 2020 بشأن التعاون والتكامل بين الطرفين في الجانب الثقافي والإعلامي والتقني وذلك لإنشاء بوابة الفنون وهي المشروع الثقافي الأدبي الفني الإعلامي و الذي يهدف إلى إتاحة جميع الألوان الثقافية أمام الجمهور وحفظها وفهرستها لأجيال المستقبل من أجل تعزيز المعرفة والوعي الفني والثقافي . وتأتي فكرة هذه البوابة لتكون المنبر الذي يخاطب به الفنانون والأدباء والمثقفون جمهورهم المحلي والدولي – ولتمثل وسيلة عصرية للتفاعل المباشر معهم من خلال منصة إلكترونية موثوقة لديها الصفة القانونية والمشروعة في تمثيلهم وعرض إنتاجهم .
كما اعددنا خطة زمنية لتنفيذ ما اتفقنا عليه بشأن إعلان سنة 2019 سنة للتراث الثقافي في العالم الإسلامي تزامناً مع الاحتفاء بالقدس الشريف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2019 وبدأنا بالفعل في تنفيذ البرامج والأنشطة لفائدة القدس الشريف مع حلول الذكرى الخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى ، إلا أن كل ذلك قد توقف مع بداية شهر ابريل الماضي عندما بدأت تلك العصابات المارقة في محاولتها الدنيئة فرض حكمها السلطوي العسكري المؤسس على حكم الفرد والأسرة وإجهاض سعينا نحو ترسيخ دولة القانون والدستور والتبادل السلمي للسلطة وهذا هو الفرق بين من ينشد ازدهار الوطن وشموخه وبين من يحسبه مغنماً له ولأبنائه ولمن يدور في فلكه . هذا ما يسعى إليه المارق حفتر ومن يدعمه عن جهل بأهدافه أو طمعاً في اقتسام الغنائم التي لن يطالها ولن ينال ومن معه سوى الحسرة .
إن طرابلس الفيحاء التي تشرفت باستضافة مؤتمركم الموقر في نوفمبر من عام 2007 يسعدها أن تحظى بهذه المكرمة مرة ثانية وأن تحلّوا ضيوفاً كراماً على أديمها الطاهر في دورتكم القادمة حتى يعلم ضعاف النفوس و شذاذ الأفاق مدى حرصكم على سلامة مدينة طرابلس وانتصاركم لثورتها المظفرة .
كما أننا نجدد تأكيدنا والتزامنا واهتمامنا التام بترشيح مدينة(مصراتة)عاصمة للثقافة الإسلامية عن المجموعة العربية للعام 2023م وقد قمنا بوضع جميع الترتيبات اللازمة لاستضافة هذا الحدث وسخرنا له كل الإمكانيات لإنجاحه . كما نؤكد ونتشرف بدعوتكم بأن يكون المؤتمر الإسلامي الثالث عشر لوزراء الثقافة في ليبيا باعتبار أن ( مصراتة ) عاصمة الثقافة الإسلامية في ذات العام .
الــســيد الــرئـيـس الــحضـور الــكــرام ..
لا استطيع أن انهي هذه الكلمة دون التذكير بالحدث الإست ثنائي الذي وقع في مدينة نيويورك حيث مقر منظمة الأمم المتحدة وجميعكم أعضاء عاملون بها إذ أعلنت مائة وثلاثة وتسعون دولة عضو في 25/09/2015م بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنويّة السبعين لإنشاء المنظمة الأممية اعتماد خطة للتنمية المستدامة لعام 2030 وهي خطة كما تعلمون تتكون من إعلان واحد وسبعة عشر هدفاً من أهداف التنمية المستدامة ومائة وتسع وستين غاية تهدف إلى حماية الجنس البشري وإنقاده من عثرات الزمان ومصائب الدهر بما ترمي إليه من إنهاءٍ للفقر والقضاء على الجوع حتى ينعم سكان الكرة الأرضية بحياة تليق بآدميتهم ، بالإضافة إلى أن الخطة تهدف إلى إحلال السلام في ربوع الأرض إلى جانب مجموعة من الأهداف الإنسانية النبيلة التي أخالكم لا تخالفونني الرأي في أنها تتفق والمبادئ السمحاء لديننا الحنيف ونحن أولى بالدعوة لها والإحتفاء بصدورها عن المنظمة الأممية والوقوف إلى جانب تحقيقها بشتى السبل .
أعتذر عن الإطالة وأرجو أن نلتقي دائماً على صراط الحق وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وأن نفوز برضاه سبحانه و نعم المولى ونعم النصير .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته..
حـــسن فـــرج اونــــيـــس ، رئيس الهيئة العامة للثقافة ـ حكومة الوفاق الوطني دولــــــــة لـــــيـبـيـــــا
اترك تعليقاً